أستاذة أمراض سارية بالرابطة: حصّنُوا أبناءكم من 'الإيدز' بالحوار معهم
شدّدت أستاذة الأمراض السارية بمستشفى الرابطة، ريم عبد الملك، في تصريح لموزاييك، الاثنين 2 ديسمبر 2024، على ضرورة تكثيف الوعي بخصوص العدوى بفيروس فقدان المناعة البشري (الايدز) التي تتمّ إمّا بممارسة الجنس بطرق غي محمية أو عبر الإبر وتبادلها بين متعاطي المخدرات أو من الأم إلى الطفل بالدم أو عن طريق الرضاعة، وذلك حسب تصريحها على هامش مؤتمر نظّمته منظمة محامون بلا حدود، بالشراكة مع وزارة الصحة وبرنامج الأمم المتحدة وجمعية بثينة للنساء المحفوفات بالمخاطر والجمعية التونسية لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا وجمعية المتخصصين في القانون والمناصرة والعمل المجتمعي، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري.
"ضرورة تثقيف الأطفال حول قدسية وحرمة أجسادهم لمنع استباحتها من الغرباء"
وأكّدت ريم عبد الملك أنّ طريقة حماية الأطفال والمراهقين من الإصابة بهذا الفيروس سهلة، وتتطلب فتح حوار بين الآباء وأبنائهم للحديث عن قدسية أجسادهم وأهمية الجنس في إطار الحماية من أي اعتداءات، سواء كانت من شخص بالغ على طفل أو من مراهق ضد طفل. وأشارت إلى أن هذا يعد جريمة وليس مجرد فعل للتسلية، حيث يبقى الطفل هو الضحية الأضعف لعدم قدرته على الدفاع عن نفسه، إذ يفتقر إلى الشجاعة والقوة الشخصية التي تمكّنه من قول "لا" أمام أي انتهاك لحقوقه الجسدية.
ودعت المتحدثة الآباء إلى الاقتراب من أبنائهم وتوضيح أن الجنس أمر يخص البالغين فقط، ويجب أن يتم برضا الطرفين. وأكدت على ضرورة عدم التهاون في هذا الموضوع أو السماح لأي شخص بارتكاب أي تصرفات غير لائقة معهم، مع أهمية تشجيع الأطفال والمراهقين على إبلاغ آبائهم عن أي تصرف مشبوه دون خوف.
ودعت ريم عبد الملك إلى حماية الأطفال من الإنترنت التي تغريهم لإعادة ما يشاهدونه، فيقعون في حالات اغتصاب أو الإصابة بأيّ مرض وتوعيتهم، بخطورة المخدرات والتبليغ عن بائعيها وخاصة تفسير مخاطرها والتداعيات الصحية للسيدا.
"انتظامية العلاج تمنح المصاب أمل حياة عادي كالبقية"
وفي سياق متصل، أكدت أنّ الفئات الهشّة لا تقل أهمية في نسب تعرّضها للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، لأنهم عرضة لتمييز مجتمعي نظرا لظروفهم الاجتماعية أو الاقتصادية مما يؤثر على نفسيتهم لتصبح بذلك شخصيتهم هشة وهو ما قد يعرضهم للاغتصاب أو أيّ اعتداء جنسي وممارسة غير محمية تحت وطأة المخدرات أو دونها.
وبيّنت أنّ الواقي مهم جدا للحماية باستخدام ما يعرف بالـ PrEP, التي بخلاف استخدام الواقي تساعد هذه الآلية على الحماية من الإصابة بالايدز ولكن استخدامها يجب أن يكون تحت رقابة طبية وتحاليل دورية كلّ 3 أشهر، مشيرة إلى وجود حالات لمن تعرّضوا إلى الاغتصاب أو تلقوا حقنة أو قاموا بعلاقة جنسية تحت وطأة المخدرات فإنه يتم منحهم ما يعرف بالـ PEP والأدوية لتفادي الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري.
وأكّدت أنّ تونس توفّر أحسن الأدوية الفعّالة ضد الفيروس في العالم منذ 1986 و1987 مع انطلاق مكافحة مرض نقص المناعة البشري بصفة مجانية في أربع مستشفيات، وهي الرابطة وفرحات حشاد وهادي شاكر وفطومة بورقيبة أين يتم الاعتناء بالمصابين لتتحوّل حالتهم لمرض مزمن وتدريجيا يتقلص لديهم الفيروس وفي افرازات المريض وتتقلص خطورتهم على الآخرين، بالتالي بقدر اكتشاف حالات الإصابة مبكرا بقدر ما يكون الشفاء مضمونا والعلاج ناجع ويواصل حاملي الفيروس حياته بصفة عادية وأمل الحياة يصبح عادي جدا لديهم لكن المهم انتظامية تناول الدواء.
هناء السلطاني